2024-03-28

هزيمة بلاتر امام الحقائق القاسية للصراع الفلسطيني-الاسرائيلي

2015-05-23

رام الله (الاراضي الفلسطينية) – أ ف ب – واجه السويسري جوزيف بلاتر عقبة كبيرة الاربعاء على طريق اعادة انتخابه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم، بفشل ما اسماه “مهمة السلام” بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
انتقل بلاتر الثلاثاء والاربعاء الى الشرق الاوسط، ليس لحل صراع سياسي فشلت اجيال من الدبلوماسية بتطويقه، لكن في محاولة لابعاد نيرانه وانتشاره في مجال الرياضة، وبالتالي عدم التشويش على اعادة انتخابه مرة خامسة على رأس “فيفا” في 29 ايار الجاري في زيوريخ. برغم لقاءات من الطراز الرفيع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لم ينجح بلاتر في اقناع الفلسطينيين الذين اعلنوا الاربعاء تصميمهم على اللجوء الى تصويت في جميعة فيفا العمومية المقبلة من اجل تجميد عضوية اسرائيل في الاتحاد الدولي. كما رفض الفلسطينيون فكرة بلاتر اقامة مباراة سلام رمزية بين فلسطين واسرائيل في زيوريخ، وقبل بها نتانياهو بحسب بلاتر البالغ تسعة وسبعين عاما.
رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل رجوب قال في مؤتمر صحافي مشترك مع بلاتر في البيرة بالقرب من رام الله “نتمسك بهذا الاقتراح على اجندة كونغرس الفيفا لتكون الامور صريحة ومفتوحة من قبل الاتحادات الـ208 الاعضاء”.
واضاف “لن يكون هناك اي تسوية في ما يتعلق بحرية حركة رياضيينا ومسؤولينا”.
وتابع الرجوب: “نحن واثقون من ان معظم اعضاء فيفا يوافقوننا الرأي حول هذا الوضع وسيدعمون مقترحنا… لان العنصرية احدى اعظم المخاطر التي تواجهها كرة القدم في الوقت الراهن. لقد صبرنا كثيرا لكن كل الجهود التي بذلت لم تعط اي ثمار. حان الوقت الان للجمعية العمومية كي تقرر”.ورحب الرجوب باقتراح بلاتر لاقامة مباراة سلام بين فلسطين واسرائيل لكنه اعتبر ان الظروف غير مناسبة الان لاقامتها: “يجب ان نعبد الطريق لها، ونهيء البيئة المناسبة”.
يعاني الفلسطينيون من التضييق على رياضييهم في الاراضي المحتلة ومنعهم من التنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتفرض اسرائيل رقابة مشددة على  استيراد المعدات الرياضية ما يؤثر على تحضيرات الرياضيين الفلسطينيين، كما سجنت بعض اللاعبين واتهمتهم بالانضمام الى مجموعات مسلحة.
وكان الاتحاد الفلسطيني دعا الى تعليق عضوية الاتحاد الاسرائيلي في الجمعية العمومية للفيفا المقررة في 29 ايار/مايو الحالي احتجاجا على العراقيل التي تفرضها اسرائيل على الرياضة الفلسطينية، وقد وضع طلبه على اجندة الاجتماع.
واعرب بلاتر سابقا عن معارضته لتعليق عضوية اسرائيل قائلا: “امر من هذا النوع لا يجب ان يصل الى الجمعية العمومية للفيفا لان تعليق عضوية احد الاتحادات، بغض النظر عن السبب، يضر بمصلحة المنظمة بأكملها”، معبرا عن قلقه من قضية قد تمنح افكارا لاوكرانيا مثلا لمواجهة روسيا. ويحتج الفلسطينيون على انشاء “خمسة اندية اسرائيلية في المستعمرات التي بنيت في الاراضي المحتلة منذ 1967، وهذه الاندية تشارك في البطولات الاسرائيلية المحلية مخالفة بذلك القانون الدولي”.ويقوم فيفا الذي انضم اليه الاتحاد الفلسطيني عام 1998، بالعديد من المشاريع في الاراضي المحتلة وتعهد مؤخرا باعادة بناء المرافق الرياضية التي دمرها القصف الاسرائيلي خلال الحرب على غزة في صيف 2014، ومن بينها مقر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي تضرر بالقصف الجوي. من جهته، يعترض الطرف الاسرائيلي على تسييس كرة القدم، ويؤكد مواجهته العنصرية ومساعدة الفلسطينيين قدر الامكان.
يذكر ان الاتحاد الاسرائيلي انضم الى الاتحاد الاسيوي لكرة القدم عام 1954 قبل استبعاده بعد عشرين عاما بضغط من الدول العربية والاسلامية، ثم تم قبوله في الاتحاد الاوروبي عام 1994.