2024-03-19

الكرت اصفر….مهم .. ، فالقادم .. أهم ؟!

2020-09-23

         قاد الرجوب فكرة مناهضة اسرائيل رياضيا مرارا وتكرارا  ، لكف اذاها عن منظومة الرياضة الفلسطينة بشكل عام  ، وكرة القدم بشكل خاص،مطالبا برفع معيقاتها ووقف سياساتها وممارساتها الرامية للحد من تطور قطاع الرياضة الفلسطينة ، كقطاع فلسطيني مستهدف بالتضيق عليه من قبل الأحتلال ، اسوة بممارسات اسرائيل ومعيقاتها واستراتيجياتها للتضيق على كافة قطاعات الحياة الفلسطينية !

 من كانوا بعيدين  عن قطاع الرياضة  ،او قريبين غير متابعين ،او متابعين غير مقتنعين بقدرة الرياضة على احداث التغير،استوقفهم ما حدث في كونغرس الفيفا ، وبعيدا عن مواقف المؤيدين ….والمعارضين….فنحن شعب لايوجد في قاموسنا سوى (نعم ،او لا )،(مع او ضد )، وكانه استطلاع …،(فلعم) ليس من خياراتنا  ….لما خرج به الطلب الفلسطيني.. ، وشخصيا اسجل ان الفرصة والوقت الذي اخذه رئيس الأتحاد ،والطريقة التي تحدث بها شارحا في كونغرس الفيفا وفي هذا المحفل (الرياضي) العالمي  ،مطلبه العادل وموصلا رسالته الرياضية الوطنية الفلسطينية الأنسانية ،بحقوقنا في ممارسة الرياضة، وفي رسم البسمة على وجوه اطفالنا ولاعبينا وشعبنا ،وما تتعرض له هذة المنظومة الرياضية من انتهاكات للملاعب واللاعب،والمنشات والأدوات ومستعرضا كافة المعيقات للحركة الرياضية الفلسطينية ،ومن يقف في وجه تطورها ،وانتشارها ، وصولا الى اعاقة وفصل بطولاتها  جغرافيا ،وغيرها من تحديات تواجه منظومة الرياضة الفلسطينية  ..، كما وشرح ما يمارسه ويتبناه الأتحاد الأسرائيلي من نشاط  رياضي في اندية المستوطنات  في الأراضي المحتلة ،وما يصمت عنه من عنصرية تمارس  ضد العربي في الميادين الرياضية الأسرائيلية ،وغيرها من مخالفات  بعيدة عن الرياضة وروحها وحضارتهات ولغتها الأنسانية ، …..راقني كثيرا ،؟!! فقد تم تقديم اسرائيل  دولة احتلال لمن يتابع الرياضة،وكرة القدم  بالعالم وهم كثر .. ، ويعد  الخطاب بمثابة كرت اصفر (فاقعن لونه) ،احمرت وجوه الأسرائليين على خلفيته ،اينما كانوا .وهذا موقف مهم ..ليس خجلا ،!؟ بل احراجا وكشفا لبعض من حقيقتها الزائفة المتسترة خلف الديمقراطية وحقوق الأنسان ، نعم قدمت اسرائيل كدولة عنصرية، وان ظلم واطهات الأقليات العرب موجود في قاموسها ، وهذة المبادئ وهذة اللغة التي تتغنى بها اسرائيل وبيضت نفسها بها للعالم وما زالت ،تكاد تستخدم ضدها ،وتخشى ان يقاطعها العالم من اجلها  وبها ومن خلالها ،في الثقافة والفنون والتعليم  والرياضة كذلك ..وما يتبعها من علاقات خارجية وتواصل مع العالم (صورة اسرائيل في الخارج) ؟ فهي الخاصرة الأضعف لاسرائيل .

     وباعتبار(كرة القدم ) خاصة ،اللعبة الرياضية الأكثر شعبية،و لغة حضارية عالمية عابرة للحدود والقارات ،وجد الرجوب بصفته رئيسا للأتحاد الفلسطيني في اتحادها الدولي FIFA)) ،عنوانا ومنبرا يمكن لصدى صوته وتظلمه ان يصل ،وان تكف اسرائيل اذاها عن رياضتنا ،وعن منظومة اهداف نسعى لتحقيقها ،وبالتالي يصل لمبتغاه بتوفير ظروف ومناخات مناسبة لتطوير كرة القدم الفلسطينية ،….وبمقدار متابعة اسرائيل التضيق على المنظومة الرياضية من عرقلة حركة اللاعبين وتنقلهم ،والادوات الرياضية وادخالها ،والملاعب وحرمتها وتطويرها ، والأستضافات الرياضية واعاقتها والدوري وانتظامه …..تابع الرجوب المناهضة ،منذ العام ال2013 ،متسلحا ببعض قوانين ومواثيق الرياضة الدولية التي من الممكن ان تدعم مطالبه  في  تطوير اللاعب والملاعب  ،وغيرها من حقوق……

        من هنا توجه للفيفا ،في كونغرس البرازيل ،2014 …شارحا تظلمه ومطالبه …..قاطفا بعض الوعود من رئيس الفيفا بالمساعدة في تحقيق مطالبة ليس اكثر ،..؟؟!! ربما هذا يبرر كلام الرجل لبلاتر ..لا اثق بك،في المؤتمر الأخير ؟!  فلا شي تغير منذ ال2013 مرورا بالعام 2014 ،فالمعيقات بحق الرياضة وغيرها من اجراءات اسرائيلية ما زالت مستمرة ! وعليه توجه الرجل للفيفا العام 2015 ناقلا مطالبه الرياضية ل208 اعضاء (الهيئة العامة)يمثلون دولهم  في هذه  المنظمة العالمية ،علها تنصفهم وتحقق اهدافهم .؟

كان يبدو للغالبية العظمى من المتابعين ،حتمية تمرير الموافقة على طلب الأتحاد الفلسطيني ، فالجميع يحسبها منظمة اهلية (تسمى جمعية الأتحاد الدولي لكرة القدم((FIFA)،لا تتدخل فيها الدول العظمى (كمجلس الأمن)اوالمعادلات  السياسة او الحكومات الحاكمة لبلدانها ، فلا  ( فيتو في الفيفا )، ، وسنحسم القضية ،ونسحب عضوية اسرائيل الكروية ،وبهكذا تصورات اشيع وقدم الملف اعلاميا لشعبنا القضية ؟! وعليه ارتفعت سقف المطالب الشعبية ،الجائعة والمتلهفة والمتربصة للأنتصار على اسرائيل في اي من المحافل الدولية ،وليكن بالضربة القاضية ،لا بالنقاط في عرف القوانين الرياضية ،  فطموحنا طردها وعقابها  بالكرت الأحمر ….لا بالكرت الأصفر…سننهي القضية ؟!

       في خضم المعركة ،تبين لنا ليس كما كنا نعتقد ، فمنظمة بحجم (الفيفا )لن تترك دون استحواث على قرارها وادارتها او خارطة طريقها ،نعم لن تترك بدون (فيتو) ،وان لم يكن مكتوبا في نصوصها فهو في قلب مضمونها وسياساتها….. وليست  منظمة هامشية من خارج الكرة الأرضية ،…فالفيفا وكرتها الرياضية،تستحوذ على اهتمام الجميع ،وصدى احداثها يتابعه تسعة اعشار سكان الكرة الأرضية ،ولن تترك هذة اللغة العالمية بعيدا عن ضبط ايقاعها وخارطة طريقها واعمالها والتحكم في مالها  واقتصادها وسياساتها الدولية ؟!

         في ظل هذة القراءة لمعادلة الفيفا  ،وموازين القوى المؤثرة ،وخصوصيات الدول وغيرها من مواقف ،تحول دون تسجيل نصر تام على الكيان ،وطرده بالكرت الأحمر ،كان لا بد من استخدام الرجوب ،نفس اسلوب ولغة قطاع الرياضة لصالح قضيته ، هذا القطاع ،الذي انطلقت منه اسرائيل في تقديم نفسها للعالم  على انها الضحية على خلفية احداث الدورة الأولمبية دورة (ميونخ ) بالمانيا  ،وغيرها (العربي الفلسطيني)كان الجلاد العنصري ،؟!! وارى هذا تحقق.

ان شرح قضيتنا الرياضية على مسمع من كافة الدول يعد انجاز ..ويسجل للرجل،لا عليه . وزاد في قناعتي بالأسلوب والأستراتيجية التي اعتمدها ، فمعظم  من تابع وسمع  الرجوب مقدما للحضور وللعالم عبر البث الفضائي الذي تابع المؤتمر حجم ممارسات اسرائيل الأحتلالية ،اتجاه الرياضيين ورسالتهم والحركة الرياضية وتطورها ، لغة الأنسان (الحضاري ) والسلام والتعارف والتنافس الشريف والعلاقات الأجتماعية ….استنكر معيقات الأحتلال من جهة ، وما عرضه كاشفا الغطاء عن عدم قانونية عدد من انديتها ،(الرياضية)  المقامة في المستوطنات غير الشرعية ،وعلى  ارضنا المحتلة ، بموجب القوانين الدولية ؟اضافة لمعيقات الأحتلال الأسرائيلي اتجاه  الرياضة الفلسطينية ،زاد في قناعة العالم زيف تشدق اسرائيل  بالديمقراطية ومنظومتها الأنسانية، ويسجل ايضا هذا للرجل ،لاعليه ..وهذا الموقف سيكبر مع الوقت ويزداد أهمية ، فجامعات المستوطنات تقاطع علميا ،عالميا  واوروبيا بوجه الخصوص  ،وهذا اتحاد طلبة الجامعات في بريطانيا  اقر المقاطعة رسميا،وهو يضم عشرة ملايين طالب وطالبة ،وهذة الأتجاهات في المقاطعة عنقودية لاسرائيل ،علميا وثقافيا وفنيا ،كما ان مصانع المستوطنات وانتاجها  واقتصادها …في تراجع ،ويلقى مناهضة ومقاطعة رسمية وشعبية خارجية  ،….وعليه  فرسالتنا وصلت ….للقاصي والداني وانتشرت قصتنا في العالم بقدر انتشار كرة القدم وشعبيتها ، فحقول المقاطعة لأسرائيل تزداد يوما بعد يوم ،ولعل لغة الرياضة من اكثر الحقول حساسية ،واكثرها تاثير في لغة المقاطعة الشعبية .

             دعوني اقول ايا كانت الملفات المقدمة ،والمصطلحات المستخدمة ،في الطلب الفلسطيني  لكونغرس الفيفا : تعليق عضوية اسرائيل ،او تجميدها ،او  سحب عضويتها ، وايا الخيارات كانت افضل ،واكثر حكمة ،المضي قدما مع ضبابية النتائج !؟ ،ام التوقف وادارة الملف مع تثبيت المواقف والمطالب .؟ صوت العقل ،ام صوت القلب والعاطفة والشعب الجائع لتسجيل نصر على اسرائيل  بالضربة القاضية ،وباسرع الطرق وفي كل المحافل .؟ وداخليا انقسمت الأراء ،حيث تابع المعظم ارهاصات وانعكاسات سحب طلب تعليق عضوية الكيان في منظمة الفيفا، بين مؤيد …ومعارض.. ،(فلا ،لعم في قاموسنا)، ويرى البعض ان ما خرج به الكونغرس قرار تشكيل لجنة تحقيق قرار سيئ ،واضاف  لو توبع الطلب  للنهاية وقدم  للتصويت لربما حققنا الأغلبية ..وكان الافضل والأحسن ،ويرد من يرضيه قرار تشكيل لجنة  التحقيق ،و ان لم نحقق ذلك لكن الفشل الذريع . ؟ وكان الأسو  ، وتجاوزا نحن نختار بين السيئ والأسوا ، وعليه  تم التاجيل لغايات التحقيق  …..كما حدث ،وارى انه خيار حسن ،وان بدى للبعض سيئا ؟!!، فنحن نختار بين السي والاسوا ،….هذا ما حصل ووصلنا اليه ،وهكذا قاد المدرب الملف، وقد وصلنا الى الدقيقة تسعون (90 ) ،والى نهاية الوقت الأصلي والأضافي  للمبارة ،وشكل الكونغرس لجنة تحقيق ،تحضيرا لضربات الترجيح القادمة . ..،دعونا ننجح بالتسديد ،فموقفنا ورسالتنا الرياضية خارجيا ،لها شعبية برصيد اكثر من 165 دولة عضو بالفيفا ،)وارى الأهم من  الأدانة او التبرئة  ،ان نترك الماضي بما حمل وننظر للمستقبل ….وان يشحذ كل ذي قلم  وفكرة ومبادرة وصاحب راي ، وناقد وكاتب  ومؤيد ومعارض ،لنصيغ خطة استراتيجية تستهدف الأعداد والمرافعة  في كافة جوانب المنظومة الرياضية ،من خلال ورشة عمل مركزية مفتوحة  …لمتابعة عمل لجنة التحقيق وما انبثق في كونغرس الفيفا ،فركلات الترجيح تنتظرنا وعلينا ان نحسن تسديها ، ولنرصد ادلتنا ونجمع بيانتنا ونواجه محتلنا بطريقة مهنية رياضية ،ولعل توجيه كرت اصفر في الكونغرس الماضي لأسرائيل مهم،ولكن المطلوب ، خطة استراتيجية  للمرافعة ترق لمستوى المسؤولية   فالقادم هو الأهم ؟!

Jkhater100@hotmail.com