2024-03-28

من هو عميد أندية فلسطين.. غزة الرياضي أم شباب الخليل؟!

2011-11-27

بوابة فلسطين الرياضية – تقرير- وصفي شهوان:

يمكن أن نرى أكثر من عميد في الشرطة أو الجيش أو الجامعات أو النقابات أو العائلات أو مختلف المجالات ثقافية وأدبية واجتماعية واقتصادية، لكن في عالم أندية كرة القدم فالعميد واحد، وهو لقب شرفي يطلق على أقدم الأندية تأسيساً في كل بلد بشهادة التاريخ والأوراق الرسمية والشهود من رواد الحركة الرياضية.

وفلسطين التي اعتاد أهلها على التقسيم والانقسام في كل شيء – قضية وأرضاً وحكومة وتوقيتاً – تشهد معضلة رياضية تاريخية انقاسمية أخرى، فالشمال له عميد والجنوب له عميد رغم أن الوطن واحد لا لسبب إلا لأن الحسم الرياضي لم يتم رسمياً في هذا الجانب حتى الآن خاصة مع إصرار أقطاب الظاهرة على التعامل معها بمنطق “جوزي وأنا حرة فيه”.

غزة الرياضي وشباب الخليل ناديان فلسطينيان الأول في القطاع والآخر في الضفة الغربية، كلاهما يُعَنوِن صفحته الرئيسية في موقعه الإلكتروني وموقع الفيس بوك بلقب “عميد الأندية الفلسطينية” والزائر الفلسطيني العادي لكلا الموقعين يحتار فعلياً في “عميد” أندية بلده، فما بالنا الزائر العربي أو الأجنبي، خاصة حين يرى أن نادي غزة الرياضي يؤكد أن تأسيسه كصرح رياضي كان في العام 1934م، أما نادي شباب الخليل فيورد في سرده التاريخي أن إنشاءه جاء في العام 1943م، تشابه رقمي شكلي واضح لكن الفارق الزمني بين وجود الناديين 9 سنوات.

من نحن؟

نادي شباب الخليل الذي تأسس عام 1943م، بحسب موقعه الرسمي، يقدم نفسه كأقدم مؤسسة أهلية في محافظة الخليل وأقدم نادي في فلسطين، وخلال الفترة ما بين 1921- 1943م يؤكد النادي أن شباب مدينة الخليل زاولوا نشاط كرة القدم بانتظام من خلال تجمعات مناطق، وليس أندية رسمية، وأقاموا العديد من المباريات مع ضباط وجنود الحامية الانجليزية إلى أن تأسس النادي رسمياً عام 1943م على أيدي نخبة من شباب الخليل وكان أول رئيس للنادي الراحل أنور نيروخ.

أما نادي غزة الرياضي فيصف نفسه كأول قلعة رياضية انطلقت من رحم قطاع غزة واللواء الجنوبي, وهو من وجهة نظر مؤسسيه، وكما جاء على موقعه الإلكتروني، عميد الأندية ورائدها وهو القلعة الرياضية المعطاءة ومركز الإشعاع للرياضة الفلسطينية.

وقبيل تأسيس النادي في العام 1934م كان شباب غزة يمارسون كرة القدم كتقليد للإنجليز ومحاكاة لحركاتهم، على حد تعبير موقع النادي، إلى أن عاد الراحل الحاج رشاد الشوا من دراسته في بيروت واجتمع مع شباب غزة واختمرت لديهم فكرة تكوين أول نادي رياضي في غزة واجتمعت اللجنة التأسيسية وكونت بالفعل أول نادي في اللواء الجنوبي وسمي “نادي غزة الرياضي” على اسم أول فريق لكرة القدم وترأسه الشوا حين ذاك.

التعامل الإعلامي

للأسف؛ يعمق الإعلام الرياضي الفلسطيني الظاهرة، والخوف أن تنتقل عدواها إلى الإعلام العربي والدولي الذي يتعامل مع المعلومات الرسمية الصادرة من الأندية ذاتها أو اتحاد اللعبة أو عبر وكالات الأنباء المحلية في الضفة أو القطاع، والتي يتحيز كل منها لعميده حسب الانتماء الجغرافي، إلا أن المصيبة الأكبر هي أن عدداً من وكالات الأخبار ومواقع الإعلام الرياضي تمنح لقب العميد للناديين وتُجاري الوضع الراهن دون منح الحق لصاحبه أو كشف الحقيقة التاريخية لكلا الناديين أو محاولة الحصول على أي تأكيد رسمي من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حول النادي الأقدم في فلسطين.

اتحاد كرة القدم

اتحاد كرة القدم الفلسطيني الآمر الناهي صاحب الكلمة “اللي ما تنزلش الأرض أبداً” وعلى موقعه الرسمي أورد في صفحة خاصة تسرد تاريخ نادي شباب الخليل العبارة التالية “تأسس نادي شباب الخليل الرياضي عام 1943 وكان مقراً للجنة القومية العربية عام 1948 وانطلق الثوار منه في الحرب العربية الإسرائيلية، ويعتبر عميد الأندية الرياضية في فلسطين”.

الاتحاد هنا يقر بعمادة نادي شباب الخليل، إذاً فالعالم الرياضي سيتعامل مع العميد الخليلي المثبت في موقع اتحاد اللعبة، فما هي قصة عمادة غزة الرياضي؟ ولماذا يتجاهل اتحاد الضفة حقيقة تأسيس نادي غزة الرياضي في العام 1934م والذي يؤهله لأن يكون العميد بالأرقام التاريخية وليس شباب الخليل؟

قيادات ثائرة

موسى الوزير رئيس نادى غزة الرياضي أكد لـPalGoal.com أن الوثائق التاريخية تثبت أن الرياضي هو عميد أندية الوطن والعمادة حق تاريخي لهم ومستحق لناديهم، معبراً عن استغرابه من اصرار الأشقاء فى نادي شباب الخليل بأنهم الأقدم في الوطن وإقدامهم على نسب العمادة لهم خاصة وأن الرياضي يكبر الشباب بنحو 9 سنوات.

وقال الوزير:”لا يجوز بأى حال من الأحوال أن ينفي الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم حق نادي غزة الرياضي التاريخي بلقب العميد والأجدر به كمؤسسة وطنية الرجوع إلى الوثائق والحقائق وليس إلى ادعاءات ناد أو قرارات مجلس إدارة ناد آخر يدعي عبرها الأقدمية والريادة التاريخية.

وأضاف رئيس الرياضي:”إن الحقائق والوثائق وكذلك الشخصيات الرياضية تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن عميد أندية فلسطين هو نادي غزة الرياضي الذي تأسس قبل 9 سنوات من ميلاد الأخوة فى شباب الخليل، مستنكراً في الوقت ذاته “أن تستند وسائل الإعلام، خاصة المواقع الرياضية، في تسميتها لمنارة أندية فلسطين على قرار مجلس إدارة أعطى لنفسه حق لا يستحقه وادعى بأنه العميد”.

شاهد من أهلها

أما الحاج سالم الشرفا عميد الرياضيين الفلسطينيين وأحد رواد نادي غزة الرياضي الأوائل الذين عايشوا فترة التأسيس، فقال لـPalGoal.com :”لم نفهم كيف أصبح شباب الخليل هو عميد الأندية وكيف له أن يعطى نفسه شيئاً لا يستحقه، منذ قدم الزمان وعلى مر السنوات عميد أندية فلسطين هو نادى غزة الرياضي ولم نسمع إطلاقاً في السنوات السابقة بأن شباب الخليل هو العميد ولم تظهر هذه النغمة إلا حديثاً دون الاستناد على أية إثباتات أو براهين تاريخية.

وسرد الشرفا في حديثه لنا قصة التقائه بالشخصيات الوطنية في محافظة الخليل أوائل السبعينيات من القرن الماضي وحينها أقر كل من الشهيد فهد القواسمي ومحمد ملحم بأن نادى غزة الرياضي هو عميد الأندية الفلسطينية وأقدمها، على حد قوله، وكان ذلك على هامش زيارة نادي غزة الرياضي لإقامة عدة لقاءات مع أندية محافظة الخليل.

وأشار الشرفا إلى أن الاحتفال المركزي الكبير باليوبيل الذهبي لتأسيس نادي غزة الرياضي عام 1984 تم إلغاؤه لاستشهاد فهد القواسمي في ذلك اليوم، وهو من الشخصيات الوطنية بمحافظة الخليل، مؤكداً أن عمادة شباب الخليل أمر مستحدث “ولم نكن نسمع قديماً بذلك وللأسف انساقت وسائل الإعلام خلفهم والأغرب والمستنكر والمستهجن انسياق اتحاد الكرة لتزوير التاريخ.

عمادة الضفة

رجب شاهين رئيس سابق لنادى شباب الخليل وأحد الرواد الأوائل في النادي أقر بصراحته المعهودة بأن شباب الخليل هو عميد أندية الضفة الغربية فقط وليس عميد أندية فلسطين، وغزة الرياضي هو عميد أندية فلسطين وأحق بالعمادة التاريخية في الوطن.

وأشاد في حديث لـPalGoal.com بالعلاقة القوية التي تجمع بين نادى غزة الرياضي ونادى شباب الخليل، نافياً أن يكون هناك أي جدل بين ناديي غزة الرياضي وشباب الخليل حول عمادة الأندية لأن التاريخ في صف غزة الرياضي، مؤكداً في الوقت ذاته وجود أندية أقدم من الرياضي والشباب مثل نادى النهضة المقدسي وإسلامي يافا وحيفا، على حد ذكره، ومشدداً على اعتزازه بكل مؤسسة رياضية فلسطينية سواء كانت قديمة أم حديثة التأسيس، وأن كل ناد يجب أن يحفظ حق شقيقه.

تغير الحال

ويبقى الجدل قائماً حول مدى تجاوب إدارة شباب الخليل مع الحقائق التاريخية وشهادة الأوائل، وهل سيبقى لقب العميد هلامياً في تعاملات النادي الخليلي أم سيتم تحديد طبيعة العمادة التي يتمسك بها الشباب على مواقعهم أو صفحاتهم الإلكترونية بانحصارها في عمادة أندية الضفة الغربية وتتضح الحقائق للمتابعين داخلياً وخارجياً أم يبقى تغير الحال من المحال؟